المتفطرة المقرحة

من موسوعة العلوم العربية
(بالتحويل من Mycobacterium ulcerans)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

المتفطرة المقرحة Mycobacterium ulcerans

هي عضو في مجموعة المتفطرة بطيئة النمو. وتعد بطيئة النمو بدرجة كبيرة، حيث تتطلب زراعتها الحضن لمدة 6-8 أسابيع (أو أكثر) تحت شروط مختبرية مناسبة قبل أن تشكل مستعمرات مميزة.

وهي السبب الأشيع الثالث للإصابة بالأمراض المتفطرية عند منقوصي المناعة، وذلك بعد الإصابة بالسل والجذام.

تنمو هذه الجرثومة بأفضل ما يمكن على وسط مناسب للمتفطرات (مثل وسط لوينستن ينسن) تحت نفس شروط نمو المتفطرة السلية (والتي تشكل مستعمرات على الوسط الصلب خلال 3-4 أسابيع)، باستثناء أنَّ درجة حرارة النمو المثلى لهذه الجراثيم هي 30-32 درجة مئوية.

يمكن أن تنمو في وسط سائل مع طهاوة سطحية؛ وإنَّ الزرع الثانوي في وسط سائل مثل دوبوس وكريشنر ممكن أيضًا.

المستعمرات على وسط يحوي KH2PO4 بنسبة 1% تشكل نموًا أصفر أو سكريًا مندمجًا. تناسق النمو هش، وتستحلب بصعوبة كبيرة، وتشابه المتفطرة السلية في صفاتها المحبة للماء. أما عن شكل الجرثومة فهي عصيات ذات انحناء طفيف مع نهايات مدورة.

الوبائيات

رغم أنَّه سجلت الإصابة بها في 33 بلدًا حول العالم، إلا أنَّ أكثر الإصابات تحدث في المناطق المدارية لأفريقيا الوسطى والغربية وأستراليا واليابان.

تؤثر أساسًا على الأطفال من سن 5 حتى 15.

الإمراضية

تسبب المتفطرة المقرحة قرحة بورولي، وهي قرحة مزمنة تنخرية مضعفة للجسم تصيب الجلد والأنسجة الرخوة.

تبدأ قرحة بورولي عمومًا كحطاطة جلدية غير مؤلمة، أو عقيدة متوذمة تحت جلدية، والتي تتحطم خلال أسابيع إلى أشهر لتشكل قرحة تنخرية ممتدة، مع حواف متوذمة.

الفيزيولوجيا المرضية

تعد قرحة بورولي عدوى متفطرية بطيئة النمو، تنتج ذيفانًا خارجيًا متعددة الببتيد، يدعى "ميكولاكتون mycolactone"، والذي يمكن أن ينتشر على نحو واسع في الأنسجة تحت الجلدية.

ولأنَّ الميكولاكتون له خواص كابتة للمناعة، وخواص سامة للخلايا أيضًا، فهو يسبب تدميرًا شديدًا للأنسجة، دون حصول التهاب أو أعراض جهازية، مثل الحمى والتوعك وتضخم العقد اللمفية.

يستهدف الميكولاكتون البروتينات السقالية، مثل بروتينات متلازمة فيسكوت-آلدريك (WASP)، والتي تتحكم بآليات الأكتين، وتؤدي إلى خسارة في الالتصاقات الخلوية، وموت الخلايا.

كما يثبط الميكولاكتون عمل الإزفاء Sec61، والذي يعدل مسؤولًا عن إزفاء البروتينات في الشبكة الهيولية الباطنية. ويؤثر ذلك على 30-50% من بروتينات الثديات، بما فيها المتواسطات الالتهابية الدورانية والبروتينات الداخلة في استقلاب الشحوم، والتخثر وشفاء الأنسجة.

لذلك فالمرضى المصابين بقرحة بورولي يحدث لديهم عيوب مزمنة في استقلاب البروتينات.

ويؤكد هذا المستويات المنخفصة من بروتينات المصل الكلية، ونتروجين يوريا الدم، دون وجود سوء تغذية أو فشل كلوي أو فشل كبدي.

الصادات الفعالة

الصادات الحيوية الفعالة ضدها هي الريفامبيسين والريفابوتين والأميكاسين والستربتومايسين والتي تسبب قلتها، أما الأزيثرومايسين والكلاريثرومايسين والموكسيفلوكساسين فلها فعالية مثبتة للجراثيم.

لا تقوم الصادات الحيوية فقط بقتل أو تثبيط المتفطرة المسببة للمريض، بل تعكس أيضًا الفعالية الكابتة للمناعة للميكولاكتون.

المصادر