فيروس نظيرة النزلة الوافدة البشري

من موسوعة العلوم العربية
مراجعة 21:51، 14 يونيو 2018 بواسطة كنان الطرح (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' {{فضل الكاتب الرئيسي|د. جاد الله السيد محمود}} '''نظيرة النزلة الوافدة''' هي عدوى تصيب الجهاز الت...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

نظيرة النزلة الوافدة هي عدوى تصيب الجهاز التنفسي عند البشر (ويمكن أن يصاب بها الحيوان، تبعًا للفيروس المسبب). تسبب مرضًا شبيهًا بالإنفلونزا، يتراوح من مرض خفيف يتمثل بالزكام، إلى الإصابة بارتفاع في الحرارة والسعال، وصولًا للإصابة بالخانوق وصعوبة في التنفس.

العامل المسبب للمرض هو الفيروسات نظيرة النزلة الوافدة، والتي تصيب فيروسات نظيرة النزلة الوافدة البشرية أساسًا الأطفال الصغار، مؤثرة على الجهاز التنفسي العلوي والسفلي لديهم. وهي مسؤولة عن 30-40% من العداوى التنفسية الحادة عند الرضع والأطفال. وتتضمن هذه الحالات الإصابة بالزكام مع ارتفاعٍ في الحرارة، وكذلك التهاب الحنجرة والرغامى والقصبات (الخانوق)، والتهاب القصبات، والتهاب الرئة.

وتختلف شدة المرض حسب الفيروس، فالفيروسات نظيرة النزلة الوافدة، فيروسات مخاطانية من رتبة الفيروسات السلبية الأحادية Mononegavirales، وعائلة الفيروسات المخاطانية.

تنقسم فيروسات نظيرة النزلة الوافدة البشرية البشرية حاليًا إلى 5 نميطات مصلية، وهي:

  • فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 1.
  • فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 2.
  • فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 3.
  • فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 4 أ.
  • فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 4 ب.

تعد فيروسات نظيرة النزلة الوافدة البشرية أيضًا سببًا في الإصابة بعداوى الجهاز التنفسي المكتسبة في المجتمع ذات شدات مختلفة عند البالغين:

  • فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 1: كثيرًا ما يرتبط بالإصابة بالخانوق (التهاب الجنجرة والرغامى والقصبات).
  • فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 2: يرتبط أيضًا بالإصابة بالخانوق.
  • فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 3: هو ثانوي فقط للفيروس المخلوي التنفسي كمسبب لالتهاب الرئة والتهاب القصبات عند الرضع والأطفال الصغار.
  • فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 4: وجد عند عدد أقل من المرضى، ربما لأنَّ فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 4 يسبب مرضًا ذو شدة أقل.

يمكن أن تحصل إصابة أخرى بهذا الفيروس بعد الشفاء منه في الحياة.

كما تنقسم إلى جنسين مختلفين، وهما:

  • فيروسات تنفسية Respirovirus والتي تضم فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 1 و فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 3.
  • Rubulavirus، والذي يضم فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 2 و فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 4.

الأنماط الفصلية للفيروس نظير النزلة الوافدة البشري 1 و فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 2 و فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 3 فعالة جدًا. حيث يسبب فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 1 الجائحات الأكبر، والتي تتسم بارتفاع حاد بعدد الإصابات بالخانوق في فصل الخريف. أما الجائحات المسببة بفيروس نظير النزلة الوافدة البشري 2 فهي أقل تأثيرًا، رغم شدتها. وتحدث جائحات الإصابة بعدوى فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 3 سنويًا، في الربيع والصيف على نحوٍ أساسي، وتستمر أكثر من جائحات فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 1 و فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 2.

أما الأمراض المسببة بفيروس نظير النزلة الوافدة البشري 4 فغير معروفة تمامًا لقلة تسببه بحالات مرضية. لذا يعد فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 3 هو الأكثر فوعة، ويترافق مع عدد كبير من الوفيات.

يظهر عادةً المرضى المصابون بفيروس نظير النزلة الوافدة البشري بدايةً أعراض زكام وحمى منخفضة، ثم تتطور إلى سعال نباحي، يترافق مع خانوق. وتترافق الحالة مع ارتفاعٍ في الحرارة واحتقان أنفي واحمرار قصبي، وسعال غر منتج أو منتج بشكل محدود، وشهيق صريري وخطائط وخراخر وأزيز.

تعد المعالجة الداعمة حجر الأساس. ويفيد بخار الأوكسجين كثيرًا. كما تستخدم القشرانيات السكرية والضبوبات لمعالجة الأعراض التنفسية والمساعدة في إنقاص التهاب ووذمة الطرق التنفسية. أما بالنسبة لمضادات الفيروسات فلا تعرف فائدة لاستخدامها في هذه الحالة، وتُستخدم الصادات الحيوية فقط في حال حصول إصابة جرثومية مرافقة (مثل التهاب الأذن أو التهاب الجيوب).

تتأثر فيروسات فيروسات نظيرة النزلة الوافدة البشرية بالعوامل البيئية الخارجية (مثل درجة الحرارة والرطوبة ودرجة الحموضة). فمثلًا فوق الدرجة 37 مئوية تنقص إمكانية نجاة الفيروس نقصانًا شديدًا، وفوق الـ 50 يتعطل الفيروس خلال 15 دقيقة. أما عن أفضل درجة لنجاة الفيروس فتتحقق بدرجة حرارة 4 مئوية، أو بالتجميد.

الفيريولوجيا المرضية

يمكن أن تصيب فيروسات نظيرة النزلة الوافدة البشرية كثيرًا من الحيوانات. وتظهر العدوى اللاعرضية عند حيوانات الهامستر وخنازير غينيا والنمس البالغ عند الإصابة بأي من النميطات المصلية الخمسة للفيروس. وبعض الحيوانات يظهر عليها عدوى لا عرضية عند الإصابة ببعض تلك الفيروسات دون غيرها.

يحصل انتقال فيروس نظير النزلة الوافدة البشري عبر الاحتضان المباشر للفيروس من المفرزات المعدية من الأيدي أو عبر القطيرات الكبيرة إلى العينين أو الأنف. وإنَّ قدرة الفيروس على النجاة على الجلد والملابس لفترة طويلة تظهر أهمية الأدوات المعدية في الانتشار المستشفوي.

يرتبط الفيروس بخلايا المضيف عبر بروتين الراصة الدموية، والذي يندمج مع مستقبلات حمض النيورامينيك في خلايا المضيف. ثم تقوم الفيروسات بالدخول للخلايا بآلية الاندماج مع غشاء الخلية بالتواسط مع مستقبلات F1 و F2.

عندما يصيب الفيروس خلية ما، تحدث تغيرات شكلية أولية تتضمن تدويرًا بؤريًا ونموًا للسيتوبلاسما والنواة، وترجعًا للفعالية الانقسامية لخلايا المضيف. وتتضمن التغيرات الملاحظة الأخرى فجوات سيتوبلاسمية أحادية أو متعددة، واشتمالات حمضية أو أساسية، وتشكل خلايا عملاقة متعددة النواة.

تتطور هذه الخلايا العملاقة لاحقًا في العدوى، وتحوي كل خلية منها ما بين 2 إلى 7 أنوية.

يبدأ التضاعف الفيروسي باندماج الفيروس مع الغشاء الشحمي لخلية المضيف، يتبعه تحرر الكابسيد النووي للفيروس في سيتوبلاسما الخلية. ثم يحصل انتساخ في السيتوبلاسما بمساعدة بروتين بوليمراز رنا المعتمد على الرنا الفيروسي. ثم تترجم جزيئات الرنا المرسال الفيروسية إلى بروتينات فيروسية عن طريق الريبوزومات الخلوية.

يحصل تضاعف كامل الطول لجينوم الفيروس إلى رنا إيجابي بدايةً، ثم إلى طاق سلبي. وحالما يتم ذلك تتمحفظ جزيئات الرنا سلبية الطاق ببروتينات نووية، ويمكن أن تستخدم في تضاعف ونسخ لاحق أيضًا، أو تبقى كما هي لتخرج كفيريونات جديدة.

تعتمد الإمراضية أيضًا على البروتينات الإضافية ذات الخواص المضادة للإنترفيرون.

تعتمد ديناميكيات العدوى الأولية على نمط الانتقال. فمثلًا عند الانتقال عن طريق الاتصال مع الفيروس، يتكاثر الفيروس بأعداد كبيرة في الجهاز التنفسي العلوي، ثم ينتشر بدرجة قليلة إلى الرئتين، بينما في حال الانتقال عن طريق الهواء يكون الانتشار الأكبر للفيروس في القصبات، ويمتد للسبيل التنفسي وصولًا للرئتين.

تؤدي عدوى فيروس نظير النزلة الوافدة البشري للطرق التنفسية إلى إفراز السيتوكينات الالتهابية بكميات كبيرة، مثل الإنترفيرون ألفا والإنترلوكينات وعامل النخر الورمي. وتصل لأعلى مستوياتها في الأيام 7 إلى 10 بعد التعرض الأولي.

الاستجابة المناعية

الآلية الدفاعية الأساسية ضد عدوى فيروس نظير النزلة الوافدة البشري تتواسطها المناعة الخلطية على وجه الخصوص، للبروتينات السطحية للفيروس (الراصة الدموية والنيوروأمينيداز، وكذلك بروتين الاندماج F).

السببيات

فيروسات نظيرة النزلة الوافدة البشرية هي فيروسات متعددة الأشكال، يشتق غلافها من غشاء الخلية المضيفة. تقيس هذه الفيروسات 150-300 نانومتر قطرًا، وتمتلك رنا سلبيًا غير متجزء أحادي الطاق، مع بروتينات نووية P وL. يحتوي الجينوم على 15,000 إلى 16,000 نكليوتيد.

يمتلك الفيروس طبقة شحمية ثنائية الطاق، تحوي أشواكًا من بروتينات سكرية، تحيط هذه الطبقة بالكابسيط النووي الحلزوني. وهذه البروتينات السكرية هي الراصات الدموية والنيوروأمينيداز، وكذلك بروتين الاندماج F. والتي تقوم بدور في إمراضية الفيروس.

عوامل تساعد على الإصابة

  • سوء التغذية.
  • فرط الزحام.
  • عوز فيتامين أ.
  • نقص الرضاعة.
  • السموم البيئية أو التدخين.

الوبائيات

تعد هذه الفيروسات ذات انتشار عالمي. وقد سببت وبائيات، خصوصًا فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 1.

وتسبب هذه الفيروسات أمراضًا في أي وقتٍ من السنة، لكن على وجه الخصوص خلال فصل الشتاء، خصوصًا الإصابة بالخانوق، وعند الأطفال في أي منطقة في العالم في نصفي الكرة الأرضية.

يعد فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 2 مسؤولًا عن 60% من العداوى التي تصيب الأطفال الأصغر من 5 سنوات، وتصل قمتها في عمر سنة إلى سنتين. أما الأطفال الأصغر من 6 أشهر فهم عرضةً للإصابة بعدوى فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 3 أكثر. حيث أنَّ 40% من حالات الإصابة بـ فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 3 تحدث في السنة الأولى من الحياة.

المآل

تقريبًا هنالك 41,000 شخصًا يدخلون المستشفى سنويًا بسبب عدوى فيروسات نظيرة النزلة الوافدة. وفقط 1-5% من المرضى الذين دخلوا المستشفى نتيجة هذه العدوى احتاجوا إلى دعم تنفسي.

تكون العداوى عند الأطفال الكبار وعند البالغين خفيفة عمومًا.

الأعراض

تتضمن الإصابة بـ:

قد تتضمن أعراض الخانوق:

  • حمى.
  • سعال نباحي.
  • زكام.
  • صرير.
  • انكماشات.
  • تسرع التنفس.
  • هيجان.

يظهر الأطفال المصابون بالخانوق أعراضًا أكثر خلال الليل. ويسبب السعال لهم الاستيقاظ ليلًا.

العوارض السريرية النموذجية لالتهاب الرئة أو التهاب القصبات:

  • حمى.
  • سعال.
  • زكام.
  • تسرع التنفس.
  • وزيز.

المضاعفات

  • الضائقة التنفسية الحادة.
  • إمراضية شديدة عند المضيفين منقوصي المناعة (مثل مرضى زرع الأعضاء).
  • مضاعفات نادرة: متلازمة غيلان باريه – التهاب السحايا.

التشخيص

يكون عادةً تعداد كريات الدم ضمن الحدود الطبيعية. وكذلك الكريات البيض. يمكن تأكيد الإصابة بإحدى طريقتين:

  • عزل وكشف الفيروس من خلال مزرعة خلوية، أو بالكشف المباشر للفيروس في المفرزات التنفسية، بطرق مقايسات التألق المناعي أو مقايسات الامتصاص المناعي المرتبط بالأنزيم (ELISA) أو تفاعل البوليمراز المتسلسل (PCR).
  • إظهار حصول ارتفاع هام في عيار أضداد الغلوبولينات المناعية ج بين عينتين مناسبتين.
  • المجهر الإلكتروني.
  • الفلورة المناعية غير المباشرة.
  • كشف الجينوم: باستخدام تفاعل البوليمراز المتسلسل.
  • زراعة الفيروس.
  • قياس عيار الأضداد.
  • التصوير الشعاعي للرقبة والصدر:

تكون ذات أهمية في حال إصابة المريض بالتهاب لسان المزمار أو بالخانوق أو بالتهاب الرئة.

التدبير والعلاج

المعالجة البدئية

تستخدم لعلاج الأعراض الأولية، مثل الحمى، وتخفيف الأعراض التنفسية.

الخانوق الخفيف

  • أوكسجين.
  • خافضات الحرارة.

الخانوق المتوسط

  • الأوكسجين.
  • القشرانيات السكرية.
  • خافضات الحرارة.
  • يفيد في بعض الحالات إضافة الإيبنفرين للضبوبات.

الخانوق الشديد

  • الإجراءات ذاتها للخانوق متوسط الشدة. مع مراقبة شديدة. وتكرار العلاج.
  • قد يتطلب الأمر بضع الرغامى عند المرضى المصابين بانسداد تنفسي شديد.

المضادات الفيروسية

أظهر الريبافيرين فعالية ضد فيروس نظير النزلة الوافدة البشري 3 في الزجاج.

المصدر

https://emedicine.medscape.com/article/224708-workup