فقر الدم

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فقر الدم Anemiaيعتبر فقر الدم من الأمراض المنتشرة في العالم، ويصيب الانسان في مختلف اعماره، ونقصد بذلك الرضع والأطفال والمراهقين، والنساء الحوامل، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية. ويتميز هذا المرض بكون كريات الدم لدى المريض، قليلة من حيث العدد والحجم ومحتواها من الهيموجلوبين، عدا عن حدوث تشوه في شكلها (اي شكل الكريات الحمراء).

الأسباب

والأسباب التي تؤدي للاصابة بهذا المرض عديدة نذكر منها:

  • سوء التغذية ونقص الحديد، وفيتامين B12، وحمض الفوليك من الوجبة الغذائية.
  • النزف الشديد، الناتج عن جرح أو قطع، أو نتيجة الطمث (بالنسبة للنساء) أو الاصابة بسرطان القولون، أو القرحة وأمراض الكبد، وغيرها.
  • ازدياد الحاجة الى عنصر الحديد، وحمض الفوليك، وخصوصاً عند الحمل والرضاعة ومرحلة المراهقة، ومراحل النمو السريع عند الأطفال.
  • سوء امتصاص العناصر والفيتامينات بسبب اضطرابات الجهاز الهضمي، أو بسبب بعض الأدوية.

الأعراض

  • تتباين أعراض فقر الدم حسب سببه، و يمكن أن تتضمن:

التعب، الجلد الشاحب، نبض القلب السريع أو غير المنتظم، ضيق النَفَس، الألم الصدري، الدوار، مشاكل إدراكية، برودة اليدين و القدمين، الصداع، شحوب اللون، الشعور بالاجهاد، اصفرار الوجه، ضيق التنفس بعد أداء التمارين الرياضية.

  • يمكن أن يكون فقر الدم خفيفاً في البداية و لا تتم ملاحظته، لكن تتفاقم الأعراض و العلامات مع تطوّر المرض.
  • يجب مراجعة الطبيب إذا كان الشخص يشعر بتعب لا يمكن تفسيره، و خصوصاً إذا كان عُرضة للإصابة بفقر الدم. بعض أنماط فقر الدم مثل فقر الدم بعوز الحديد تكون شائعة، لكن لا يجوز القول أن كل تعب سببه فقر الدم، حيث توجد أسباب أخرى عديدة لفقر الدم.
  • قد لا يلاحظ البعض أن مستوى الخضاب لديهم منخفض، مما يدل على إصابتهم بفقر الدم، إلا عندما يأتون للتبرع بالدم، يمكن أن يكون انخفاض مستوى الهيموغلوبين عابراً و يتم علاجه عبر تناول الأغذية الغنية بالحديد أو تناول أدوية الفيتامينات المتعددة التي تحتوي على الحديد. إذا علم الشخص أنه غير قادر على التبرع بالدم بسبب انخفاض مستوى الخضاب لديه فعليه أن يراجع الطبيب.

أنواع فقر الدم

فقر الدم الناتج عن نقص عنصر الحديد

معروف أن نخاع العظم ينتج كريات الدم الحمراء بصورة طبيعية، ويعتبر الهيموغلوبين المكون الرئيسي لها. ويدخل عنصر الحديد في تركيب الهيموغلوبين، الذي يقوم بعملية نقل الأوكسجين من الرئتين (بعد عملية الشهيق) الى خلايا الجسم، وحمل غاز ثاني أكسيد الكربون من خلايا الجسم الى الرئتين ليخرج مع الزفير. وعندما يحدث نقص في العناصر الغذائية، ومنها الحديد وفيتامين B12، وحمض الفوليك والبروتين وفيتامين C وE والنياسين، فإنه يقل انتاج العظام للهيموغلوبين، ما يؤدي الى انخفاض نسبته في الدم محدثاً مرض فقر الدم.

وتعد الأمهات الحوامل والأطفال من الفئات الاجتماعية الأكثر عرضة للاصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد. وهنا تفصيل ذلك:

  • الأمهات الحوامل:

يعاني كثير من الأمهات الحوامل من فقر الدم بسبب زيادة الطلب على عنصر الحديد والفيتامينات الأخرى خلال الحمل. ونظراً لحاجة الجنين للعناصر الغذائية المهمة، التي منها الحديد والفيتامينات، فإن انتاج الكريات الحمراء، في اثناء الحمل، يزيد لتوفير العناصر الغذائية اللازمة للجنين.

ومعروف أن كمية الدم في الأم الحامل تزيد بنسبة خمسين في المئة عن الأمهات غير الحوامل. وذلك لزيادة احتياج الجنين والمشيمة والتغييرات التي تحدث في اثناء الحمل. وهذه الزيادة تؤدي بدورها الى تخفيض الدم، ويصبح تركيز الهيموغلوبين في الدم قليلاً، وبسبب هذه التغييرات فإن الأم الحامل تحتاج الى التزود بالحديد والفيتامينات لمنع حدوث فقر الدم.

  • الأطفال

أما سبب فقر الدم الرئيسي عند الأطفال فيعود الى أن الطفل عندما يتعدى سن الستة أشهر، تستمر الأم بإعطائه الحليب فقط، كغذاء كامل ووحيد، رغم أنه من المفروض أن يتناول اغذية متنوعة. وليس هذا، فحسب، فهناك بعض الأمهات يقصرن الغذاء على الحليب، رغم أن أطفالهن تجاوزوا العام أو العامين. وهذه الحالة تسبب نقصاً في الاغذية الأساسية، التي يحتاجها الطفل بعد سن الستة أشهر، ومن بينها نقص عنصر الحديد، الذي لا يتوفر في الحليب بكمية كافية للأطفال بعد سن الستة أشهر.

كمية الاحتياجات الموصى بها من الحديد

الرضع: 6-10ملغم يومياً.

الرجال: 10 ملغم يومياً.

الأطفال: 10-12ملغم يومياً.

النساء: 15ملغم يومياً.

الحمل والرضاعة: 30 ملغم يومياً.

المصادر الغذائية للحديد

الحيوانية: الكبد، الطحال، القلب، اللحوم الحمراء، الدواجن، الاسماك، البيض.

النباتية: السبانخ، البقوليات، الفاصوليا الخضراء، الملوخية، الخبيزة، الزعتر الأخضر. منتجات الحبوب: الخبز الأبيض.

العوامل التي تعيق امتصاص الحديد

تناول الأغذية الغنية بحمض الأوكساليك، مثل الأوراق الخضراء، حمض الفايتيك مثل البقوليات. قلة تناول الأغذية الغنية بفيتامين C. الافراط في تناول العناصر المعدنية، كالكالسيوم والزنك والمنغنيز. تناول القهوة والشاي، اللتان تحتويان على مادة "التانين" التي تعيق امتصاص الحديد. سوء الامتصاص والاسهال الشديد وامراض الجهاز الهضمي.


فقر الدم الناتج عن نقص حمض الفوليك

يسمى فقر الدم التضخمي

حمض الفوليك هو أحد فيتامينات B. وفقر الدم الناتج عن نقصه يصيب الانسان في مختلف مراحل حياته.

الاحتياجات الغذائية الموصى بها من هذا الفيتامين

الرجال: 200 ميكروغرام يومياً.

النساء: 180 ميكروغراماً يومياً.

اثناء الحمل: 400 ميكروغرام يومياً.

اثناء الرضاعة: (أول ستة أشهر) 280ميكروغراما يومياً.

أثناء الرضاعة: (حتى عمر عام) 260ميكروغراماً يومياً.

المصادر الغذائية

الحيوانية: الكبد، الكلى، البيض، الحمص، الحليب، اللبن.

النباتية: الخبز البلدي، الخميرة، الخضار الورقية الخضراء، البروكلي، الفول السوداني، البطاطا، الأرز، الأفوكادو.

فقر الدم الناتج عن نقص فيتامين B12

يسمى فقر الدم الخبيث:

ويحدث نتيجة لأسباب مختلفة، ويؤدي الى ضعف نقص فيتامين B12. ونتيجة لقلة الحصول عليه من مصادر الغذاء، يصيب النساء بنسبة أكثر، وفي اعمار متقدمة.

الاحتياجات الغذائية الموصى بها من هذا الفيتامين

البالغون: 2 ميكروغرام يومياً.

اثناء الحمل: 2.2 ميكروغرام يومياً.

اثناء الرضاعة: 2.6 ميكروغرام يومياً.

الرضع والأطفال: 0.5 ميكروغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم يومياً.

مصادره الغذائية

الكبد، اللحوم الحمراء، الدواجن، الأسماك والمحار، البيض، الحليب، الأجبان، المكسرات.

فقر الدم المنجلي

في هذا المرض يحدث تشوه في كريات الدم الحمراء، وتصبح في شكل هلال أو منجل، ويرتفع مستوى الحديد في الدم، ويزداد مخزون الكبد منه، نتيجة لتحلل كريات الدم الحمراء. ويدعم الغذاء الخاص بمرضاه في هذه الحالة بحمض الفوليك وفيتامين (E) وعنصر الزنك. وينصح الأطباء بالابتعاد عن الأغذية الغنية بالحديد.

الثلاسيميا

ثلاسيميا المصاب بهذا المرض، سواء الحامل لها، أو المتوسطة عنده، أو الشديدة لديه، يحتاج الى عمليات نقل دم باستمرار. وهذا بدوره يؤدي الى ارتفاع نسبة الحديد في دم المريض، حيث يؤدي الى ترسبه في انسجة الجسم والغدد الصماء والكبد والبنكرياس، ما يسبب تلفها. والمرضى الذين يتعاطون علاجات تعيق امتصاص الحديد، ينصحون بالابتعاد عن الأغذية الغنية بالحديد.

فقر الدم الانحلالي

يتميز بقصر عمر كريات الدم الحمراء، علماً أن عمرها الطبيعي هو 120يوماً. عندها يبدأ النخاع بمضاعفة انتاجه من كريات الدم الحمراء. ونظراً لذلك فإن نخاع العظام يفقد قدرته على الانتاج المتزايد ما يسبب تحلل الدم.

فقر الدم غير المصنع

يقل فيه عدد كريات الدم الحمراء في الدم لقصور انتاجها من نخاع العظم.

المضاعفات

هنالك العديد من المضاعفات المحتملة لحالات فقر الدم غير المعالجة، و أهمها:

  • التعب الشديد: قد يكون فقر الدم شديداً لدرجة أن المريض يصبح متعباً جداً و غير قادر على أداء مهام الحياة اليومية كالعمل أو اللعب.
  • المشاكل القلبية: يمكن لفقر الدم أن يؤدي إلى حدوث نبض قلبي سريع و غير منتظم؛ حيث أنّ القلب عليه أن يضخ المزيد من الدم لتعويض نقص الأوكسجين في الدم في حالة فقر الدم، مما قد يقود لحدوث قصور القلب الاحتقاني.
  • الأذية العصبية: إن فيتامينB12 ضروري ليس فقط لإنتاج كريات حمر سليمة و إنما لأداء وظيفة عصبية سليمة أيضاً.
  • اضطراب الوظيفة الذهنية: يمكن أن يؤدي عوز فيتامين B12 إلى التأثير على المقدرات الذهنية للمريض أيضاً.
  • الموت: يمكن لبعض أشكال فقر الدم الوراثية مثل فقر الدم المنجلي أن تكون شديدة و خطيرة و أن تسبب مضاعفات مهددة للحياة. يمكن أن يؤدي فقدان كمية كبيرة من الدم بسرعة إلى فقر دم حاد و شديد و قد يكون قاتلاً.

العلاج

  • فقر الدم بعوز الحديد: يتم علاج هذا النمط من فقر الدم باستخدام مُعيضات الحديد، و التي يمكن أن يتناولها المريض لعدة أشهر أو لفترة أطول. إذا كان السبب الكامن لنقص الحديد هو خسارة الدم –باستثناء فقد الدم أثناء الدورة الطمثيةــ يجب تحديد مصدر النزف و إيقافه، و قد يتطلب هذا الأمر الخضوع للجراحة.
  • فقر الدم بعوز الفيتامينات: يتم علاج فقر الدم الوبيل (المهلك) بحقن فيتامين B12، و غالباً ما يستمر العلاج لمدى الحياة. يتم علاج فقر الدم بعوز حمض الفوليك باستخدام مُعيضات حمض الفوليك.
  • فقر الدم الناتج عن أمراض مزمنة: لا يوجد علاج محدد لهذا النمط من فقر الدم، و يركز الطبيب عادةً على علاج السبب الكامن، و لا تفيد مُعيضات الفيتامين و الحديد في هذا النمط من فقر الدم. إذا أصبحت الأعراض شديدة، يمكن لنقل الدم أو حقن هرمون الأريثروبيوتين الصنعي – و هو هرمون تقوم الكلية بإنتاجه- أن يساعد في تحفيز إنتاج كريات الدم الحمراء و بالتالي تخفيف الأعراض.
  • فقر الدم اللا تنسجيّ: يمكن أن يتضمن علاج هذا النمط من فقر الدم نقل الدم و ذلك لزيادة مستويات كريات الدم الحمراء. قد يحتاج المريض لزرع نقي العظام إذا كان نقي العظام مُصاباً ولا يستطيع إنتاج كريات دم حمراء طبيعية. كما قد يحتاج المريض للأدوية المثبّطة للمناعة لتخفيف ردة فعل الجسم المناعية ضد نقي العظم، و بالتالي إتاحة الفرصة أمام نقي العظم الجديد ليبدأ بوظيفته بشكل مناسب.
  • فقر الدم المترافق مع أمراض نقي العظام: يتراوح علاج هذه المجموعة من الأدوية البسيطة إلى العلاج الكيميائي، و ربما تحتاج الحالة زرع نقي العظام.
  • فقر الدم الانحلالي: يمكن لعلاج السبب، أي تفادي الأدوية المُسببة لفقر الدم، و تدبير الإنتانات إذا كان الانحلال محرضاً بإنتان، و تناول الأدوية المثبطة للمناعة إذا كان سبب الانحلال أضداد تهاجم كريات الدم الحمراء. يمكن تطبيق شوط قصير من المعالجة بالستيروئيدات أو الأدوية المثبطة للمناعة أو الغاما غلوبيولينات لتثبيط ردة فعل الجهاز المناعي ضد الكريات الحمراء. يتضخم الطحال في بعض حالات فقر الدم الانحلالي، و بالتالي قد يُستطب استئصاله جراحياً. يقوم الطحال –و هو عضو صغير الحجم نسبياً- بتصفية الدم و تخزين كريات الدم الحمراء الشاذة. يمكن لأنماط معينة من فقر الدم الانحلالي أن تسبب تضخمّ الطحال بسبب كثرة كريات الدم الحمراء المتضررة. قد يساهم الطحال في بعض الحالات في الآلية الإمراضية لفقر الدم الانحلالي عبر إزالة الكثير من كريات الدم الحمراء. من الخيارات العلاجية الأخرى لبعض الحالات الشديدة من فقر الدم الانحلالي نقل الدم أو فصادة البلازما، و هي وسيلة لتصفية الدم من الأضداد المؤذية.
  • فقر الدم المنجلي: يتم تدبيره بإعطاء الأوكسجين و مسكنات الألم و السوائل الفموية و الوريدية، و ذلك بهدف تخفيف الألم و تجنب المضاعفات. كثيراً ما يحتاج الأمر نقل الدم و إعطاء حمض الفوليك و الصادات، كما يمكن أن يكون زرع نقي العظام فعالاً في علاج بعض الحالات. يتم أيضاً استخدام hydroxyurea ، و هو أحد أدوية السرطان ــ لعلاج فقر الدم المنجلي عند البالغين.

المصادر

http://www.epharmapedia.com/diseases/profile/1159/%D9%81%D9%82%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85.html?lang=ar