داء لايم

من موسوعة العلوم العربية
مراجعة 20:26، 30 أغسطس 2012 بواسطة سلام المجذوب (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'داء لايم هو مرض تحمله حشرة القراد للبشر، و يسبب أعراض و علامات تتراوح من الطفح و الحمى و العرو...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

داء لايم هو مرض تحمله حشرة القراد للبشر، و يسبب أعراض و علامات تتراوح من الطفح و الحمى و العرواءات و الآلام الجسمية إلى تورم المفاصل و الضعف و الشلل المؤقت، و ينجم داء لايم عن جرثومة البوريليا بورغدورفيري(Borrelia burgdorferi). من الممكن أن تكون حشرة قراد الغزلان التي تتغذى على دم الحيوانات و البشر مسؤولة عن إيواء المرض و نشره عندما تتغذى.

ترتفع نسبة الإصابة بداء لايم عند من يعيش أو يقضي وقته في أماكن معشبة و كثيفة الأشجار، حيث تتكاثر حشرات القراد، و يجب إتباع إجراءات احتياطية عند الذهاب لمناطق ينتشر فيها المرض، الذي يشفى تماماً إذا تمت معالجته بالصادات الحيوية في المراحل المبكرة، لكن قد تنكس الأعراض أحياناً أو تستمر بعد فترة طويلة من شفاء الإنتان.

الأعراض

تتنوع أعراض و علامات داء لايم بشكل كبير لأن المرض قد يصيب أعضاء مختلفة من الجسم، إذ لن تظهر جميع الأعراض و العلامات لدى المصابين، و لكن قد يسبب داء لايم عموماً:

  • الطفح: يظهر انتفاخ صغير أحمر اللون خلال أيام إلى أسابيع غالباً ما يكون في موقع لسعة الحشرة، و تكون عادةً في المنطقة المغبنية أو الخصر أو خلف الركبة. تكون اللسعة دافئة و ممضة عند لمسها، و ينتشر الاحمرار خلال أيام قليلة مشكلاً طفحاً قد يكون صغيراً كما رأس الإصبع أو كبيراً بعرض 30 سنتيميتر، غالباً ما يشبه عين الثور، حيث تحيط حلقة حمراء بمنطقة شفافة ذات مركز أحمر، و يدعى هذا الطفح بالحمامى الهاجرة و يعتبر نقطة علام لداء لايم. يصيب داء لايم من 70 إلى 80% من المخموجين بهذا الداء، و إن كان المصاب متحسساً من لعاب الحشرة، قد يتطور احمرار مكان عضتها و يزول عادة بعد أسبوع. يجب تفريق هذا الاحمرار عن الحمامى الهاجرة التي تميل للكبر و تزداد احمراراً بمرور الوقت.
  • الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا: كالحمى و العرواءات و التعب و الآلام الجسمية و الصداع التي قد ترافق الطفح.
  • آلام مفصلية متنقلة: إن لم يُعالج الإنتان، قد يعاني المريض نوباتٍ من آلام المفاصل و تورمها بعد عدة أسابيع أو أشهر من الإنتان، و تصاب الركبتان خصوصاً بهذه الحالة، هذا و يمكن أن ينتقل الألم من مفصل لآخر.
  • اضطرابات عصبية: في بعض الحالات، قد تلتهب الأغشية المحيطة بالدماغ (السحايا)، أو قد يصاب نصف الوجه بشلل مؤقت (شلل بل)، أو قد تصاب الأطراف بضعف و خدر، هذا و قد تحدث اضطرابات في حركة العضلات بعد أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات من إنتان غير معالج، كما قد يشير فقدان الذاكرة و صعوبات التركيز و تغيرات المزاج أو عادات النوم إلى إعراض مرحلة متأخرة من داء لايم.
  • أعراض و علامات أقل شيوعاً: إذ قد يعاني بعض المصابين من اضطرابات قلبية – كاضطرابات في نظم القلب- بعد عدة أسابيع من الإنتان، و لكنها نادراً ما تستمر لأكثر من أيام أو أسابيع، كما قد يصاب المرضى بالتهاب عيني أو التهاب كبد أو تعب شديد.

الأسباب

تُسبب جرثومة البوريليا بوغدورفيري داءَ لايم، و التي تحملها قرادات الغزلان بشكل أساسي. تكون هذه الحشرة بنية اللون و لا يزيد حجمها غالباً عن حجم رأس القلم مما يجعل رؤيتها بالعين المجردة شبه مستحيل. تتغذى القرادات على الدم و تلتصق بالمضيف و تتغذى على دمه حتى تتورم و يصبح حجمها أضعاف الأصلي، و خلال تغذيها قد تنقل القرادات الجراثيم المسببة للمرض للمضيف السليم، أو قد تنتقل الجراثيم لها من المضيف المصاب، و في المناطق التي يشيع بها داء لايم، قد تحمل 50% من قرادات الغزلان البوريليا بورغدورفيري. تتغذى قرادات الغزلان عادة ًعلى دم الفئران و العصافير الصغيرة و الغزلان، و لكنها قد تتغذى على دم البشر و القطط و الكلاب و الأحصنة، و تعيش هذه الحشرات في الشجيرات الصغيرة و الأعشاب الطويلة في مناطق الغابات منتظرة الحيوانات من ذوات الدم الحار لتمر بالمنطقة و تنشط هذه الحشرات في الصيف بشكل أكبر. لكي يلتقط المريض عدوى داء لايم، يجب أن تعضه قرادة حاملة للجرثومة المسببة للداء و تدخل الجراثيم الجلد عبر العضة و تتمكن من شق طريقها إلى الدم، لكن قبل أن تتمكن القرادة من نقل الجرثومة، يجب أن تتناول القرادة وجبة دموية، الأمر الذي يستغرق أكثر من 48 ساعة من التغذية. تستطيع القرادات الملتصقة بالجلد و التي تتغذى على الدم نقل الجرثومة، وعندما تنتفخ الحشرة، يشير هذا إلى انقضاء وقتٍ كافٍ لنقل الجرثومة إلى المضيف. من الممكن منع الإنتان إذا تمت إزالة القرادة بأسرع ما يمكن.

قد يؤثر السكن أو مكان قضاء الإجازة أو العمل أو الهوايات المفضلة على احتمالية التقاط عدوى داء لايم، و تتضمن عوامل الخطورة للإصابة ما يلي:

قضاء الوقت في الأماكن المعشبة أو في الغابات: إذ تشيع قرادات الغزلان في الولايات الشمالية و الوسطى و الولايات الشمال غربية في الولايات المتحدة كواشنطن و أوريغون، إذ تحتوي هذه الولايات على مناطق كثيفة الغابات حيث تنمو قرادات الغزلان. يرتفع خطر الإصابة بداء لايم في هذه المناطق لدى الأطفال الذين يقضون الكثير من وقتهم خارجاً، و كذلك لدى من يعمل في مهن خارج المكتب أو في وسط تكثر فيه الفئران التي تتغذى عليها قرادات الغزلان، و تعد الفئران المخزن الرئيسي لداء لايم. ترك الجلد مكشوفاً: لأن القردات تلتصق بالجلد بسهولة، لذلك ينصح من يعيش في مناطق يشيع فيها داء لايم بارتداء ملابس تغطي جسمه جيداً، كما ينصحون بعد السماح لحيواناتهم بالتجول في مناطق معشبة و غابات يحتمل تواجد هذا القراد فيها. عدم إزالة القرادات بشكل فوري: إذ أن الجراثيم المنتقلة بعضة القراد لا تدخل الدم إلا إن التصقت بالجلد لفترة 48 ساعة أو أكثر، ينخفض خطر الإصابة بداء لايم إذا أزيلت القرادات خلال يومين.

المضاعفات

قد يسبب داء لايم إن تُرِك دون علاج ما يلي:

  • التهاب مفاصل مزمن، و خاصة في الركبة.
  • أعراض عصبية: كالاعتلال العصبي و شلل الوجه.
  • اضطرابات إدراكية: مثل اضطرابات الذاكرة.
  • اضطرابات نظم القلب.
  • فقدان الذاكرة.
  • صعوبة التركيز.
  • تغير عادات النوم أو المزاج.

العلاج

  • الصادات الحيوية الفموية

تعتبر الصادات الحيوية الفموية العلاج الرسمي للمراحل الباكرة من داء لايم، و غالباً ما تتضمن الدوكسيسيكلين (doxycycline) للبالغين و الأطفال فوق الثامنة من العمر، أو الأموكسيسيللين (amoxicillin) أو السيفروكسيم (cefuroxime axetil) للبالغين و الأطفال دون الثامنة و الحوامل و المرضعات. غالباً ما تشفي هذه الأدوية الإنتان و تمنع الاختلاطات، و ينصح بتناولها لمدة 14 إلى 21 يوماً، لكن تشير بعض الدراسات إلى أن استمرار العلاج لـ10 إلى 14 يوم يكون فعالاً بنفس القدر، إذ تم ربط العلاج المطول في بعض الحالات باختلاطات خطيرة.

  • الصادات الحيوية الوريدية
قد ينصح المريض باستخدام الصادات الحيوية إذا تطوّر المرض لمدة 14 إلى 28 يوماً، و يفيد هذا في القضاء على المرض رغم أن زوال الأعراض قد يستغرق بعض الوقت. قد تسبب الصادات الحيوية الوريدية العديد من التأثيرات الجانبية، متضمنة انخفاض تعداد الكريات البيض و الحصيات المرارية و إسهال متوسط أو شديد.
  • تجنب دواء (bismacine)

تحذر منظمة الغذاء و الدواء الأميركية من استخدام هذا الدواء، و هو دواء قابل للحقن يصفه بعض ممارسي الطب البديل كعلاج لداء لايم، و يعرف هذا الدواء أيضاً باسم كروماسين (chromacine)، و يحتوي على نسبة عالية من معدن البزموت (bismuth)، الذي يستخدم بأمان لعلاج القرحة المعدية في بعض الأدوية الفموية، إلا أنه لم يصرح باستخدامه كعلاج قابل للحقن أو لداء لايم، كونه قد يؤدي للتسمم بالبزموت، و بالتالي لقصور قلبي أو كلوي في بعض الحالات.

الإنذار

غير متوفر

المصدر

http://www.epharmapedia.com