التحسس الغذائي

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. موفق العمري
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

التحسس الغذائي

مقدمة

تظهر علامات التحسس الغذائيFood Allergy أو عدم تحمّل الغذاء Food Intolerance على كل شخص منّا تقريباً عند تناوله لطعام معيّن، حيث تظهر لدى الشخص المصاب تأثيرات غير مريحة على جسمه بعد تناول أحد الأطعمة، ويبدأ بالتساؤل فيما إذا كان يعاني من تحسس غذائي تجاه هذا الطعام.

تقول الإحصائيات أنّ شخصاً من بين كل أربعة أشخاص يقول بأنه يعاني من أعراض التحسس الغذائي تجاه طعام ما، أو أنّ أسرته قد قامت بتغيير برنامجها الغذائي بسبب اعتقادهم أن أحد أفراد الأسرة لديه تحسس غذائي تجاه طعام معيّن.

إلا أن 5% فقط من الأطفال قد ثبت سريرياً تحسسهم الغذائي لبعض الاطعمة، وبالنسبة للمراهقين والبالغين، فإن التحسس الغذائي موجود فقط عند 4 % (بشكل مُثبت سريرياً).

ويعزى هذا الفرق بين عدد الأشخاص المثبتة إصابتهم بالتحسس الغذائي سريرياً وبين عدد الأشخاص الذين يعتقدون بأنهم مصابون به إلى الأعراض التي تظهر عند بعض الأشخاص والتي تشابه أعراض التحسس الغذائي، ولكنها أعراض عدم تحمّل الغذاء.

فالتحسس الغذائي، أو فرط الحساسية تجاه نوع معيّن من الطعام، هو عبارة عن استجابة شاذّة Abnormal response للطعام من قبل الجهاز المناعي في الجسم Immune system.

بعكس حالة عدم تحمّل الغذاء حيث لا يتدخل هنا الجهاز المناعي، على الرغم من أن الأعراض قد تبدو متشابهة في الحالتين.

فمثلاً: التحسس الغذائي تجاه الحليب أمر مختلف تماماً عن عدم قدرة الجسم على هضم الحليب بسبب عدم تحمّله لعنصر اللاكتوز Lactose الموجود فيه.

من المهم جداً للأشخاص الذين سبق وأن عانوا من أعراض شبيهة بأعراض التحسس الغذائي أن يقوموا باستشارة الطبيب لمعرفة فيما إذا كان لديهم تحسس غذائي حقيقي True Food Allergy، وفي حال ثبت ذلك سريرياً فمن المهم أيضاً أن يجتنبوا كافة الأطعمة التي تسبب لهم رد الفعل التحسسي، لأنه قد يدمّر المناعة وقد يؤدي للوفاة في بعض الحالات.

وتلعب الوراثة دوراً هاماً في التحسس الغذائي، فالشخص المنحدر من عائلة تعاني من التحسس يكون أكثر عرضة للإصابة به، وليس بالضرورة أن يكون التحسس غذائي. أيضاً الشخص الذي يكون والداه مصابين بالتحسس يكون أكثر عرضة له من الشخص الذي يكون له والد واحد مصاب به.

آلية عمل التحسس الغذائي

يحدث التحسس الغذائي عن طريق خاصّيتين من خصائص الجهاز المناعي في الجسم: الأولى هي اصطناع IGE (Immunoglobulin E (IgE))، وهو بروتين خاصّ يُدعى بالضدّ Antibody، وينتشر في الدم؛ والثانية هي وجزد الخلايا البدينة Mast cells، وهو نوع معين من الخلايا يتواجد في جميع أنسجة الجسم، وخاصّة في المناطق الاكثر عرضة لرد الفعل التحسسي، كالأنف والحلق والرئتين والجلد والسبيل الهضمي. عندما يتناول الشخص الذي يميل جسمه لإنتاج كميات كبيرة من البروتين IgE نوع معيّن من الطعام، فإن هذا الطعام وبعد هضمه يستهدف خلايا خاصّة في الجسم لإنتاج كميات كبيرة من بروتين IgE، الذي بدوره يرتبط بسطح الخلايا البدينة Mast Cells ويوجّهها لإطلاق مركبات كيميائية كالهيستامين Histamine والتي تكون هي المسببّة لأعراض التحسس.

تشخيص التحسس الغذائي

يقوم الطبيب بتوجيه بعض الأسئلة لتحديد فيما إذا كان المريض يعاني من تحسس غذائي تجاه طعام معيّن، مثل:

  • هل ظهرت علامات التحسس بسرعة؟ خلال ساعة مثلاً بعد تناول الطعام؟
  • هل نجحت أدوية مضادات الهيستامين في التخفيف من أعراض التحسس؟ (يجب أن تكون الإجابة نعم في حال كان المريض يعاني من التحسس الغذائي).
  • هل دائماً تُصاب بالتحسس بعد تناول طعام معيّن؟
  • هل جميع أفراد الأسرة ظهرت لديهم أعراض التحسس بعد تناول الطعام؟ فمثلاً، في حال تناول أفراد الأسرة لسمكة ملوّثة فإن الجميع ستظهر عليه أعراض المرض، بينما في حالة التحسس الغذائي فإن الشخص المصاب بالتحسس فقط ستظهر عليه الأعراض.
  • ما هي كميّة الطعام التي تناولها المريض؟ حيث أن رد الفعل التحسسي ترتبط بكميّة الطعام المُتناول.
  • ما هي الطريقة التي حُضّر بها الطعام؟ بعض الأشخاص يصابون بالتحسس الغذائي فقط في حال تناولهم طعام نيء أو غير مطبوخ بشكل جيد.

معالجة التحسس الغذائي

العلاج الرئيسي للتحسس الغذائي هو اجتناب الطعام الذي يسبب فرط التحسس ضمن البرنامج الغذائي. فمن اللحظة التي يقرر فيها الطبيب أن الشخص يعاني من التحسس الغذائي تجاه طعام أو عدّة أطعمة معيّنة، يجب على المريض أن يستبعده نهائياً من قائمة برنامجه الغذائي. وإن تناول ولو كميّة صغيرة جداً من الطعام الذي يسبب فرط التحسس عند المريض قد يؤدي لرد فعل تحسسي عند بعض الأشخاص.

المصدر

https://www.webmd.com/allergies/food-allergy-intolerances#1-2